علاقة الأب بالطفل
Estimated reading time:
لقد مررت بهذا الطريق بنفسي وأستطيع أن أقول لك: الولادة انتهت، الطفل وُلد – وماذا الآن؟ الآن تبدأ المغامرة الحقيقية: علاقة الأب بالطفل. قد تتساءل كيف تبني رابطة قوية مع طفلك منذ البداية. لا تقلق، لست مضطرًا أن تفعل كل شيء بشكل مثالي – لكن يجب أن تكون حاضرًا. هنا أشاركك تجاربي ونصائحي لبناء علاقة قوية مع طفلك.
يعتقد الكثير من الآباء أن الأشهر الأولى مهمة فقط للأم. خطأ! طفلك يتعرف على صوتك، يشعر بقربك ويعتاد عليك. إذن: احمل طفلك بين ذراعيك، تحدّث إليه، وكن حاضرًا ببساطة. كلما قضيت وقتًا أطول مع طفلك، زادت قوة رابطكما.
الاتصال الجسدي ليس مهمًا للأمهات فقط!! احمل طفلك على صدرك العاري (تلامس الجلد بالجلد)، فهذا يهدئه ويقوي رابطكما. لقد فعلت ذلك كثيرًا وأستطيع أن أقول لك: إنه فعّال! يشعر طفلك بالأمان والطمأنينة – وأنت كأب تصبح مباشرة جزءًا من هذه الرابطة القوية.
تغيير الحفاضات، الاستحمام، إرضاع الزجاجة – هذه ليست مهام الأم وحدها. لقد تعلمت مبكرًا: كلما اعتنيت بطفلك بشكل فعّال، أصبحت علاقتكما أكثر طبيعية. وصدقني، شريكتك ستشكرك عندما تساهم وتساعد.
سواء كانت طقوس النوم، العناق معًا أو طريقة خاصة لتهدئة طفلك – اكتشف ما يناسبكما. على سبيل المثال، كان لديّ أغنية معينة أُدندنها دائمًا – وبعد فترة، كان طفلي يستجيب لها مباشرة. طفلك سيحب هذه اللحظات المميزة معك وسيعتمد عليها.
أحيانًا لن تعرف لماذا يبكي طفلك أو لماذا لا يهدأ. هذا أمر طبيعي. المهم أن تبقى هادئًا. الأطفال يشعرون بالتوتر وانعدام الثقة. لذا خذ نفسًا عميقًا وواصل بهدوء – ومع الوقت ستزداد ثقتك بنفسك.
الأمر لا يتعلق بأن تكون “الأب المثالي”. بل يتعلق بقضاء الوقت مع طفلك. سواء كنت مستلقيًا على الأرض مع طفلك، تغني له شيئًا أو تخرج في نزهة بسيطة – كل ذلك يقوي رابطكما. وصدقني، لن يتذكر طفلك ما إذا كنت قد فعلت كل شيء بشكل صحيح، بل سيتذكر أنك كنت حاضرًا.
الليالي بلا نوم، التسنين، نوبات العناد – كل هذا جزء من الرحلة. طفلك لا يحتاجك فقط في اللحظات الجميلة، بل أيضًا عندما تصبح الأمور مرهقة. لقد تعلمت: تمسّك واصبر، حتى عندما يكون الأمر محبطًا. هذه المراحل ستمر، لكن رابطكما سيبقى.